التكامل المعرفي في التفسير "مقدمات التحرير والتنوير لابن عاشور نموذجا"

الملخص

 يبسط تراث محمد الطاهر ابن عاشور الفكري والعلمي المبثوث في تآليفه، رؤاه الإصلاحية في شتى الميادين العلمية وهو ما يظهره بجلاء من خلال كتابه أليس الصبح بقريب: أنها رؤى تمت ترجمتها إلى واقع فعلي من خلال مؤلفاته وبالخصوص كتابيه: التحرير والتنوير في التفسير ، مقاصد الشريعة الإسلامية في علم المقاصد. ومن المؤكد أن هذه التآليف ضمت بين جوانحها رؤاه النقدية، وأفكاره الإصلاحية في العلوم الإسلامية، ومن ثم كان ابن عاشور يدور في فلك مشروعه الفكري الضخم الذي رصد له كل إمكاناته العلمية، وتصريف ذلك من خلال المهمات التي تبوأها: فهو يطرح الإشكالات تلو الأخرى في تضاعيف كتبه، عاملا على إبراز حلولها ومناقشتها في نسق علمي انتظم العلوم المختلفة التي ألف فيها.. وهكذا أرسى ابن عاشور دعائم تفسيره ومعالمه الكبرى في تحديده لمقاصده ورؤاه الفكرية، حتى يتسنى للقارئ تبين التكامل الفكري في مشروعه العلمي، وإلا لما كان مستقصيا البحث في مقدماته العشر التي تعد بحقيق المفاتيح الكبرى لفهم ما يصبو إليه من هذا مؤلفه الضخم التحرير والتنوير.