التَّعْلِيمُ الصَّرِيحُ لِلْقِرَاءَةِ: الْمُتَعَلِّمُ قَارِئًا استراتيجيًّا

Auteurs-es

  • حسن كَوْن مختبر البحث والابتكار لتجويد مهن التربية والتكوين (LIRAMEF)، المدرسة العليا للتربية والتكوين، جامعة ابن طفيل بالقنيطرة

Résumé

يشهد التعليم في العقود الأخيرة انعطافًا مهمًّا جعله ينشغل كثيرًا بالسيرورة الذهنية، فضلًا عن اهتمامه بالمعرفة والنسق خارج الذهن. وكان هذا التحولُ أو الإبدالُ الجديدُ الباعثَ الأساس الذي وجه الأنظمة التعليميَّة نحو تدريس استراتيجيات التعلّم ومهاراته بشكل صريح، وكشفها ونمذجتها، وتنشيط سيرورات المتعلّم الذهنية. واخترنا فعل القراءة بالنظر إلى تفرده عن المهارات اللغوية الثلاث الأخرى (الاستماع، والتحدث، والكتابة)؛ إذ يرتبط فعل التحدث بالسياق التواصلي الذي يحصل فيه، ويتطور على مدى متأخرًا، ويتطلب تعلّمًا خاصًّا، ولا يختلف في ذلك عن فعل الكتابة، كما أنّهما يتوجهان معًا نحو الخارج (المتلقي)، وإلا ظلا مستترين وغير معروفين. وخلافًا لذلك، ينحو فعل القراءة ويتجه نحو الداخل (الذهن)، فهو نشاط فرديّ ومتفرد، وبه يصير الفرد القارئ مشاركًا ومتعدّدًا، ومنفتحًا على الآخر في المكان والزمان. وبفعل القراءة، أيضًا، يغني الفرد قدراته الذهنية، وتتعدّد قراءاته ومعانيها، فيصعبُ نتيجة ذلك التمييزُ بين البعدين الفرديّ والمشترك فيها. ونقدّم في هذا المقال التعليم التصريح لاستراتيجيات القراءة، بوصفه منطلقًا لتفعيل البعد المتامعرفيّ في النشاط القرائيّ، ومدخلًا لتمهير المتعلّم على القراءة باستراتيجيات، في أفق جعله قارئًا استراتيجيًّا مستقلًا بذاته القارئة والمفكِّرة.

Téléchargements

Publié-e

30-08-2023

Numéro

Rubrique

Articles