الشعر الأمازيغي الجنائزي بجنوب المغرب:دراسة للخصائص والوظائف

الملخص

يعد الشعر في مناطق الجنوب المغربي رافدا مهما من روافد الآداب والفنون، ومرآة لثقافة المجتمع ونمط عيشه، ولأحوال الناس في السراء والضراء. فالشعر لصيق بالمناسبات الاجتماعية، والتعابير الشعرية لطالما احتضنت تصورات الناس للحياة والوجود ولمآلاتهم بعد الممات.

        ويعد الشعر الجنائزي من أهم أنماط الشعر الديني الأمازيغي، يضم العديد من المتون الشعرية التي تحف الإنسان في آخر طقس من طقوس العبور، بدءا بلحظات احتضاره حتى وفاته ونعيه ودفنه ثم تأبينه.

ويتناول هذا البحث الشعر الجنائزي من حيث الخصائص التي تميزه عن غيره من الأنماط الأخرى، بما في ذلك الأسماء الدالة عليه والتي تتعدد وفقا للتنوع الجغرافي واللهجي ووفقا للصيغ الصرفية التي تتخذها هذه المفردات. وبنيته التي تتخذ شكل المقاطع القصيرة والمتوسطة الطول، وألحانه التي تتغير تبعا للتيمات والمواقف ومناسبات الأداء.

بالإضافة إلى ذلك سيتناول البحث أهم الوظائف التي يضطلع بها هذا النمط الشعري، سواء بالنسبة للمتوفى عبر مرافقته وطمأنته في لحظات الاحتضار والرحيل، أو بالنسبة للمكلومين الذين يحتاجون أيضا إلى تقبل الحدث الجلل والتعايش معه.