المشاهد الحضرية بمراكش ما بين القرنين 18 و 19 من خلال المصادر الأوربية

الملخص

شكل انهيار الدولة السعدية حدثا مفصليا في تاريخ مراكش، نجم عنه دخول المدينة في فترة زمنية طويلة من الحروب والصراعات حول السلطة. كما أنها لم تسلم من الكوارث وفي مقدمتها المجاعة والطاعون.  أكثر من ذلك فقدت المدينة مركزيتها السياسية والاقتصادية بعد أن تم نقل العاصمة إلى مكناس.

        في الواقع استأثرت مراكش باهتمام بالغ من لدن الباحثين الأجانب سواء في فترات ازدهارها أو انحطاطها. والذين ساعوا جاهدين إلى سبر أغوار نموذج المدينة العربية الإسلامية بكل ما يجسده من غموض وغرابة بالنسبة لهم.

        تروم هذه الورقة البحثية دراسة بعض المشاهد الحضرية بمراكش ما بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر انطلاقا من زيارات مجموعة من الرحالة والدبلوماسيين والضباط العسكريين الأوربيين وبالاعتماد على تحليل عدد من اللوحات المنجزة من طرف فنانين توافدوا على هذه المدينة.

        في الحقيقة ساهمت كتابات هؤلاء المستكشفين الأجانب في إغناء البحث العلمي المتعلق بمراكش، وفي بلورة صورة مفصلة عن مشاهد المدينة التي تجمع في آن واحد سلسلة من التناقضات: الروعة والقذارة، الإعجاب والاشمئزاز، النظام والفوضى.